باريس سان جيرمان يتربع على عرش أوروبا بفوز تاريخي وكاسح!

المؤلف: عبدالعزيز النهدي (جدة) abdullaziNahdi@09.02.2025
باريس سان جيرمان يتربع على عرش أوروبا بفوز تاريخي وكاسح!

حقق نادي باريس سان جيرمان اختراقاً تاريخياً سطّر اسمه بأحرف من ذهب في سجلات كرة القدم، حيث ظفر بلقب دوري أبطال أوروبا الغالي للمرة الأولى في مسيرته المفعمة بالطموحات، وذلك عقب انتصاره الساحق والمستحق على إنتر ميلان بنتيجة عريضة قوامها خمسة أهداف نظيفة، في المباراة النهائية التي احتضنها ملعب «أليانز أرينا» بمدينة ميونيخ الألمانية. لم يكن هذا الفوز مجرد انتصار عابر، بل كان فوزاً مدوياً بأكبر نتيجة تُسجل في نهائي هذه المسابقة المرموقة منذ انطلاقها عام 1956، ليتوج الفريق الباريسي موسمه الاستثنائي بثلاثية تاريخية لا تُنسى، بعدما حصد أيضاً لقبي الدوري الفرنسي وكأس فرنسا.

دخل الفريق الباريسي أجواء المباراة باندفاع وحماس كبيرين، وتمكن من افتتاح التسجيل في وقت مبكر عن طريق المدافع المغربي المتألق أشرف حكيمي في الدقيقة الـ12، قبل أن يسطع نجم الشاب الفرنسي الصاعد ديزيري دوي (19 عاماً) الذي أحرز هدفين رائعين، ليصبح بذلك أول لاعب شاب يتمكن من تسجيل ثنائية في نهائي دوري الأبطال منذ الأسطورة البرتغالية أوزيبيو في نسخة عام 1962. ومضى مسلسل التألق الباريسي بتسجيل كل من النجم الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا والبديل الناجح سيني مايولو الهدفين الرابع والخامس على التوالي، ليكتمل بذلك المشهد الرائع من التفوق الكاسح لفريق المدرب الإسباني الخبير لويس إنريكي.

يمثل هذا الإنجاز التاريخي تتويجاً لمشروع طموح وواعد بدأ في عام 2011 مع استحواذ جهاز قطر للاستثمار على النادي، ولكن على الرغم من التعاقد مع أسماء عالمية لامعة في سماء كرة القدم مثل ليونيل ميسي، ونيمار، وزلاتان إبراهيموفيتش، وكيليان مبابي، ظل الحلم الأوروبي بعيد المنال حتى هذا الموسم. ومن المفارقات العجيبة أن هذا التتويج الغالي جاء بعد رحيل مبابي إلى ريال مدريد في الصيف الماضي، في لحظة تحولت فيها هوية الفريق إلى فلسفة جديدة تعتمد على اللاعبين الشبان والتكامل الجماعي، وهو النهج الذي أثبت نجاحه الباهر في أول اختبار أوروبي كبير.

في المقابل، عاش إنتر ميلان واحدة من أسوأ النهايات المأساوية للمواسم في تاريخه الحديث، بعدما تبددت آماله في تحقيق الثلاثية خلال أسابيع قليلة فقط. فالفريق الذي أقصى برشلونة من نصف النهائي، فشل في الفوز بأي لقب هذا الموسم بعد خروجه من كأس إيطاليا، وتراجعه المخيب للآمال في سباق الدوري، وأخيراً سقوطه المدوي أمام باريس في نهائي القارة.

وبهذا الإنجاز الباهر، ينضم باريس سان جيرمان رسمياً إلى نادي الكبار في القارة العجوز، ويصبح ثاني نادٍ فرنسي فقط يتمكن من رفع الكأس «ذات الأذنين» بعد أولمبيك مارسيليا في عام 1993. أما مدربه القدير لويس إنريكي، فقد سجل اسمه بأحرف من نور كأحد القلّة النادرة الذين تمكنوا من الفوز بالبطولة مع فريقين مختلفين، بعدما سبق له تحقيق هذا الإنجاز مع برشلونة قبل 10 سنوات. ليتحقق بذلك المجد الكروي لمشروع طموح امتد لأكثر من عقد من الزمن، ولم يكتمل فيه المجد إلا بلغة الجيل الجديد والتكامل الجماعي للاعبين بعيداً عن أضواء النجم الأوحد.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة